بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الضمانات التي يلجأ اليها الانسان المؤمن لمواجهة اخطار الانحراف والضلال ؟؟؟ .
الجواب : انها المزيد من الوعي واليقظة ومجاهدة النفس ... ولكي يتوفق الانسان لذلك لا افضل من التتلمذ على توجيهات ووصايا ائمة الهدى وجدهم الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ...
تلك التوجيهات التي تنفذ الى اعماق نفس الانسان لتسلط له الضوء على الرواسب المتبقية في نفسه من التربية الخاطئة والبيئة الفاسدة ...
والوصايا التي تعطي الانسان الثقة بنفسه وترفع معنوياته وتجعله في مستوى التحدي ومواجهة كل دنيا الفساد واجواء علام الانحراف ...
انها تكشف للانسان عن حقائق الكون والحياة وتجعله ينظر الى ما حوله ببصيرة نافذة وعميقة .
وتمنح هذه الوصايا الرائعة للانسان قدرة نفسية كبيرة على تجاوز كل الضغوط ومواجهة جميع الازمات والمصاعب التي تعترض طريق المؤمن الملتزم بصدر رحب ونفس مطمئنة راضية مرضية ...
واخيراً فان هذه التوجيهات العظيمة تفضح امام الانسان كل مخططات الشيطان ومؤامراته وتجعل الانسان يقظاً واعياً مستقيماً على الصراط المستقيم ...
انها وصايا عظيمة رائعة لا تقدر بثمن ...
يقدمها للبشرية ائمة عرفوا الحياة معرفة حقيقية كاملة ... وشقوا امام الانسان طريق الاستقامة والنجاح ... وضربوا اروع المثل في الثبات على الطريق المستقيم رغم كل المصاعب والتحديات ...
انها وصايا صادقة مخلصة صدرت عن ائمة صادقين مخلصين ...
فما احوج كل مؤمن للتتلمذ على هذه الوصايا لتصبح المنظار الذي يرى من خلاله الحياة واحداثها ... ولتكون هدى يضيء له طريق الاستقامة والنجاح ...
ولنتأمل الان بعض النماذج من تلك الوصايا الرائعة العظيمة :
من وصايا الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
جاء في وصيته العظيمة الشاملة لابي ذر الغفاري ( رضي الله عنه ) :
يا أبا ذر : احفظ ما اوصيك به تكن سعيداً في الدنيا والاخرة .
يا أبا ذر : اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .
يا أبا ذر : اياك والتسويف باملك ، فانك بيومك ولست بما يعده ، فان يك غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم ، وان لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم .
يا أبا ذر : كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غداً لا يبلغه .
يا أبا ذر : كن على عمرك اشح منك على درهمك ودينارك .
يا أبا ذر : من ابتغى العلم ليخدع به الناس ، لم يجد ريح الجنة .
يا أبا ذر : يطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون : ما ادخلكم النار ؟ وقد دخلنا الجنة بتأديبكم وتعليمكم !! فيقولون انا كنا نأمر بالخير ولا نفعله .
يا أبا ذر : المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم الزيادة ، ان المؤمن ليرى ذنبه كأنه صخرة يخاف ان تقع عليه ، وان الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على انفه .
يا أبا ذر : ان الله تبارك وتعالى اذا اراد بعبد خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثلة ، والاثم عليه ثقيلاً وبيلاً ، واذا اراد بعبد شراً انساه ذنوبه .
يا أبا ذر : لا تنظر الى صغر الخطيئة ، ولكن انظر الى من عصيته (1) .
من وصايا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
في وصيته شاملة عهد بها الامام أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) لكميل بن زياد ( رضي الله عنه ) جاءت النقاط التالية :
يا كميل : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ادبه الله وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ادبني وانا اؤدب المؤمنين .
يا كميل : ما من حركة الا وانت محتاج فيها الى معرفة .
يا كميل : لا تردن سائلاً ولو من شطر حبة عنب او شق تمرة ، فان الصدقة تنمو عند الله .
يا كميل : لا بأس بأن لا يعلم سرك .
يا كميل : المؤمن مرآة المؤمن لانه يتأمله ويسد فاقته ويجمل حالته .
يا كميل : اذا وسوس الشيطان في صدرك ، فقل اعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، واعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، واعوذ باله الناس من شر الجنة والناس ، تكفي مؤنة ابليس والشياطين معه ، ولو انهم كلهم ابالسة مثله .
يا كميل : ان لهم ( الشياطين ) خدعا وشقاشق وزخارف ووساوس وخيلاء على كل احد قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة .
يا كميل : لا عدو اعدى منهم ، ولا ضار اضر بك منهم ، امنيتهم ان تكون معهم غدا اذا جثوا في العذاب .
يا كميل : ان الارض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها الا من تشبث بنا .
يا كميل : ليس الشأن ان تصلي وتصوم وتتصدق الشأن ان تكون الصلاة بقلب نقي ، وعمل عند الله مرضي ، وخشوع سوي ، وابقاء للجد فيها
من وصايا الامام الحسن ابن علي ( عليه السلام ) :
قال له جنادة ابن ابي امية في مرضه الذي توفي فيه : عظني يا أبن رسول الله .
قال : نعم .
استعد لسفرك ، وحصل زادك قبل حلول اجلك ، واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي انت فيه .
واعلم : ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب ، فانزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه ، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر فأخذت منه كما اخذت من الميتة ، وان كان العتاب فالعتاب يسير .
واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً .
واذا أردت عزاً بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذك معصية الله الى عز طاعة الله عز وجل
........ مهاجر ........