عندما اسمع للصمت صرخات...يعلو أنينها كلما ازداد صمتي..وطغى علي السكون وأحسست بأني لست على قيد الحياة
...
عندما اسمع لها دوي...يحطم روحي ويتركني جاثية على قدمي... أحاول النزاع من اجل التمسك بأوهامي التي ادعوها أحلام
أحاول الإنصات لقطرات المطر لأجعل من صوت تراطمها بار صفه الشارع المهجور سنفونية..أتغنى بها كلما ازداد صمتي ووحدتي...
أحاول الركض بسرعة نحو اللانهاية.... ودفعي للاعتقاد بأني لا اسمع سوى....صوت خطواتي المثقلة بي وبهمومي..
عندها علمت....
إني لا استحق العيش؟
لا استحق الصراخ؟
من اجل إن اصمت...من اجل ان اسمح لكوابيس أحلامي إطفاء مصابيح حياتي...
لا استحق أن أتنفس؟
لا استحق أن ابتسم؟
من اجل أن اصمت... لأنني مازلت هنا.. ولن اسمح للتجاهل أن يتركني بالقرب من الحائط
لا يستطيع احد رؤيتي...
عندها رفعت راسي...وازدادت روحي اشعاعآ... وزاد قلبي قوة ودفعني للقول بأقوى مالدي:
أنا هنا...ولن اسمح للصمت أن يعمي الحظ عن رؤيتي...وسأتمسك به أن لم يراني بكل ما اؤتيت من قوة
أنا هنا.. وسأتمسك بما بقى لي من أحلام... ولن اترك الغبار وخيوط العنكبوت تغطيها مرة أخرى
سأظل أقاتل...سأظل اصرخ... لأنني مازلت هنا...
عندها ولأول مرة... تيقنت أن لي صوت أعلى بكثير من صوت صمتي المروع... وان لي قوة للاستمرار أقوى بكثير من صوت النسيان...
أمنت بنفسي وقدراتي...أمنت بحقيقتي وقوتي... وأمنت بأني سأظل أؤمن بنفسي
حتى وان واصل الألم والصمت زيارتي كل فترة سأقف لهم بالمرصاد...
وأقول بأعلى صوتي..
إنا هنا.....